شدوا العزائم ياثوار بقلم المحامي احمد محمد نعمان مرشد

                               شدوا العزائم ياثوار 

                  

              قال الشاعر :
ضع في يدي القيد الهب اضلعي 

بالصوت ضع عنقي على السكيني 

لن تستطيع حصار فكري ساعة

 او نزع ايماني ونور يقيني 

ايماني في قلبي وقلبي في يدي ربي

                       وربي ناصري ومعيني

ايها الثوار الاحرار المغاوير في جميع الساحات والميادين في محافظاتِ اليمن انتم منتصرون باذن الله ويجب ان تدركوا ان الثورة لن تحدد بايام ولا اسابيع ولا شهور وانما تستمر الثورة ويصمد الثوار حتى تتحقق أهدافهم كاملة ويرحل النظام الفاسد المستبد الذي عاث ولاث مدة ثلاثة وثلاثون عاما فقد صبرتم على النظام تلك المدة الطويلة سام الشعب خلالها الويلات والحق به البلايا والمنكرات اذن فاصبروا وصابروا ورابطون واتقو الله لعلكم تفلحون فلا تنزعجوا من طول المدة فالنصر آت لا محالة وقريب جدا باذن الله وقد حققتم ايها الثوار المعجزات تلو المعجزات واسقطتم اوراق النظام المتناثرة والفاسدة لقد ظل النظام الفاسد يراهن ويراهن من خلال كسب الوقت ولم يفده ذلك بشيء فخلال ثلاثة اشهر أسقطتموه ولم يعد بعد ذلك يحكم وانما يبحث له عن ضمانات له ولاسرته واركان نظامه كما انه وافق على عدد من المبادرات التي تضمنت رحيله لكنه سرعان ما يتراجع ويرفض التوقيع وعلى كل حال فسواء وقع او لم يوقع فهو راحل راحل فالتغيير سنة الله بالكون والثوار رافضون للمبادرات ايا كانت ومعتمدون على صمودهم في الميادين والساحات وبشكل سلمي مهما كانت التضحيات فالله تعالى وعدهم بالنصر بقوله: (أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) صدق الله العظيم ولاتنسوا انه قد انضم اليكم جميع الشرائح من محامين وقضاة واكادميين وسياسيين وعسكريين ومزارعين وغيرهم من شرائح المجتمع فانتم ايها الثوار تسيرون على نفس المسار الذي سار عليه أبائكم الاوائل الفاتحون والصحابة الذين حرروا الشعوب من الطواغيت واستمرت ثورتهم شهورا وسنين حسب الظروف التي يواجهونها مع الطغاة وحواشيهم واساليبهم واخيرا نجحت الثورات وسقطت الدكتاتوريات ووصل الثوار آنذاك الى ان حكموا الدنيا وسادوا العالم فلا تستعجلوا فلاحظوا ان الام عندما ترضع طفلها مدة عامين وتريد فطامه تعيش معه ما يشبه الثورة من رفض للطعام وبكاء وصياح ومرض ومعاناة وتظل على ذلك النحو شهورا فما بالكم من رضيع ظل يرضع من ام اسمها اليمن اموال الشعب مثل انابيب النفط والضرائب والجمارك والبنوك والهبات والمساعدات والرسوم والجبايات وغير ذلك خلال (33عاما) فلم يقتصر ارضاعه على الحليب فحسب وانما رضع الدم وسحق العظم بعد ان اكل اللحم فكيف به ان يترك السلطة خلال ايام او اسابيع لكنه سيرحل قريب ولكن بعد عناء وتضحية ومثابرة فلم يتبقى معه سوى القلة القليلة من المصلحيـين او من المغرر بهم وهم يتساقطون من حوله يوم تلو الاخر فكلما ماطل بالرحيل يوما بغية اكتساب الوقت كلما كثر المتساقطون من حوله الذين ينظمون الى الثورة وصدق الله حين يقول( ولا يحق المكر السيئ الا باهله ) ويقول ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)