• ايام حرجة وساعات مخيفة وثوانٍ مضنكة عاشها الشعب المصري خاصة والشعوب العربية عامة تلك هي المدة الزمنية الممتدة بين ساعة اغلاق باب الاقتراع للجولة الثانية من
  • جريمة بشعة  بكل المقاييس  وفاجعة عظيمة  ومصاب جلل . نالت استنكاراَ  واستهجاناً وتنديداً واسعاً  محلياً  وعربياً   ودولياً .  حرمتها جميع الشرائع السماوية
  •  ذرفت الدموع وتقاطرت وأخذت  طرقاً  مختلفة  على وجنتيه   بينما  جسمه  ظل ممتداً  على سرير  مرضه  داخل  قفص  الاتهام  وقد انهمرت  الدمع  بغزارة  وبدأ يسيل  من تحت زجاج  نظارته
  • أسئلة تجيش في الخواطر  ويفكر بها كل شاطر..فيتساءل مرارا ولو أدى ذلك إلى بقائه في الليل ساهر ..  وذلك حول اجتماع وتلاقي بقايا النظام السابق
  • التمرد  هو خروج عن  الطاعة وعصيان للأوامر  ومخالفة للقرارات الرئاسية العسكرية   وإعلان للحرب  ضد شرعية الدولة   وضد المجتمع. فتمرد اللواء  محمد صالح الأحمر  قائد

مقال بعوان (سَلامَةُ مَسِيرَةِ الحَيَاة إخْتِبَارٌ لِحُكُومِةِ الوِفَاق) بقلم المحامي احمد محمد نعمان مرشد

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 التسميات:
        (سَلامَةُ مَسِيرَةِ الحَيَاة إخْتِبَارٌ لِحُكُومِةِ الوِفَاق)

تسطر محافظة تعز  أروع الملاحم الثورية البطولية   التي سيخلدها التاريخ للأجيال القادمة  في اليمن  وفي العالم اجمع وذلك من خلال  ثورتها المتميزة   ومسيرتها  السلمية   الجميلة الرائعة   واعتصاماتها  المستمرة   ونضالها الدؤوب  وتضحياتها الغالية  المتتالية   ومنها  سقط  مئات  الشهداء وآلاف  الجرحى في سبيل  تحرير اليمن  من الظلم  والقهر والاستبداد  الذي  جثم  عليها مدة  (33عاما)  وقد ارتكب النظام  أبشع الجرائم   كردة فعل  بقصد إخماد الثورة   ومن  هذه الجرائم (محرقة الحقد الأسود) وما سبقها وما تلاها   وحتى تاريخ كتابة هذا المقال  وقبل الحديث  عن الحدث التاريخي  لمسيرة  الحياة  لابد  أن ننوه  إلى الدور البطولي  لثوار مدينة القاعدة مديرية  ذي السفال  وثوار مديرية السياني  الذين  كان لهم السبق  الثوري  في الدعوى  إلى  المسيرة الراجلة   التي انطلقت  من مدينة القاعدة مشياً على  الأقدام  إلى ساحة التغيير  والحرية في محافظة تعز  بتاريخ 7/12/2011م  واستقبلها  ثوار تعز وثائرآتها  بالتكبير والتهليل  والتمجيد مرددين  شعارات   تندد بجرائم النظام على مستوى اليمن  وبمحاكمة   القتلة والمجرمين من بقايا  النظام  الذين  تلطخت أيديهم  بقتل  وجرح  الثوار  والثائرات  في تعز  وفي بقية المحافظات اليمنية  وشعارات  أخرى متعددة منها (لاحصانة  للقتلة ) وغير ذلك من الشعارات الثورية  المختلفة التي  أرعبت  وترعب   القتلة   وتهز  كيانهم  وتغير  أشكالهم  وتُنحِل أجسامهم  وقد كان على رأس  مستقبلي  ثوار مديريتي ذي السفال والسياني  الشيخ / حمود سعيد المخلافي وغيره من الشخصيات  الوطنية    الثائرة  أو المنضمة إلى الثورة   ثم  أعلن  ثوار تعز من تلك اللحظة عن عزمهم   على السير  في مسيرة   راجلة تنطلق من ساحة التغيير  في تعز  مروراً  بمدينة القاعدة والسياني   والنجد الأحمر ومدينة اب  والدليل  وسمارة وكتاب ويريم  ومحافظة  ذمار ومعبر  وحزيز   وبلاد الروس   ثم دخول صنعاء  وتقدر  هذه المسافة  بثلاثمائة كيلو متر  وهي أطول  مسافة يقطعها ثوار تعز  على مستوى  ثورات الربيع العربي  وانطلقت المسيرة في يوم الثلاثاء  20/12/2011م  وقد  اصطف لها   أبناء القرى   والمدن التي تمر بها على امتداد الخط الرئيسي  صنعاء تعز رافعين أعلام الثورة  ومرددين  الأناشيد والهتافات  والأغاني  الثورية  والرقصات الشعبية  والأهازيج  ابتهاجاً  بهذه المسيرة الثورية النضالية  هذا  فضلا  عن تقديم  المشروبات  والعصائر والبسكويتات  ووجبات الطعام  وتم  ذبح مئات الخرفان  وما يزيد على مائة ثور  تم طبخها   وتقديمها  لثوار مسيرة الحياة   وتوزعت  ما بين  الثلاث  الوجبات  وذلك  خلال الخمسة ألأيام   التي   استغرقتها  في المشي  ابتداء من20/12   وانتهاء بتاريخ 24/12/2011م وهذه المسيرة العظيمة تذكرنا بحدث  عظيم  وهو استقبال  الأوس والخزرج  في المدينة المنور للنبي  الأعظم  صلى الله  وعليه  وسلم وصحابته وذلك عند هجرته   من مكة إلى المدينة المنورة  حيث استقبلهم الأنصار  استقبالاًً   رائعاً  لم يعرف له في  التاريخ مثيلاًً  وأكرموهم  أيما إكرام مرددين الأناشيد  التي  خلدها التاريخ إلى يوم ألقيامه  ومنها:
طلع البدر علينا
              من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
                ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا
            جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة
           مرحبا يا خير داع
 وكانت  ساحة التغيير بصنعاء  قد بعثت منها مسيرة  راجلة لاستقبال مسيرة الحياة  والتي التحمت معها  في منطقة (خُدار) خارج صنعاء وبالفعل   التحمت المسيرتان  في المنطقة المذكورة وواصلت سيرها  حتى وصلت  ساحة  التغيير في العاصمة اليمنية   صنعاء  وكان  قوام  هذه المسيرة  كما قدره مراقبون بمئات الآلاف   وقد خرجت العاصمة  صنعاء  عن بكرة أبيها تستقبلهم في مشهد مهيب  لم يعرف التاريخ له مثيلاً  ولما كانت  الرحلة طويلة  والمشي على الأقدام  عمل شاق على الثوار  ولمدة خمسة أيام  متواصلة  تفطرت  فيها أقدامهم   وأرْهِقَت  أجسامهم  وقََوِيَتْ فيها عزائمهم   فإن حماية هذه المسيرة  كان محل اختبار  لحكومة الوفاق الوطني  وللرئيس بالإنابة (هادي)  وعلى الرغم من توجيهات هادي  ورئيس الحكومة  (باسندوه )  إلى وزير الداخلية ووزير الدفاع  بحماية المسيرة   إلا أن المسيرة    قد تعرضت  للإيذاء  والسب والاهانة   والقتل  والجرح والغاز  المسيل  للدموع  والنهب  في بعض الأماكن  ابتداء من المنطقة   الواقعة   بين يريم وذمار  حيث اعترض المسيرة بعض  بلاطجة بقايا  النظام  وهم  أقرباء  قائد الحرس الجمهوري  احمد علي صالح  وذلك  بالتلفظ  بألفاظ  السب  والاهانة  على الثائرات  والطبيبات  اللواتي كُنّ  في مؤخرة المسيرة  ثم قام  مسلحون في قاع القيضي  التابع  لبلاد  الروس بالتقطع  ليلاًً  بالخط الرئيسي  ونهب ما يملكه الثوار المتقدمون على المسيرة الذين لم يبيتوا معها خارج صنعاء من نقود وتلفونات وساعات  وغير ذلك  ثم أقام البلاطجة نقطة تفتيش للسيارات  بعد منتصف تلك الليلة  ومن كان  معه  بطاقة  من تعز يتم إنزاله من السيارة ونهب ما معه  ويُؤمر بالعودة إلى الخلف  حيث  مقر مبيت المسيرة  وكان ذلك  في منتصف الليلة السابقة  على ليلة وصول المسيرة إلى صنعاء أما  في    منقطة يسلح   فقد قام  بعض  البلاطجة  من أفراد الأمن القومي  بحجز اللجنة الإعلامية   التابعة  للمسيرة   ثم  تقدم  على المسيرة مجموعة منهم   بلباس  مدني  موهمين الآخرين أنهم  من الثوار  وسار  بعدهم  عدد  لا بئس به  من الذين  انخدعوا بهم  وغرض  الأمن القومي  من ذلك هو تجزئة  المسيرة  وفصل  بعضها عن البعض  الآخر  وعند وصول  الثوار  مدخل العاصمة  وبالذات  في دار  سلم  قامت قوات الأمن  والحرس الجمهوري  التابعين  لنجل صالح الأكبر احمد  وابن أخيه  يحي  صالح  بالتعرض للمسيرة  محاولين  إجبارها  بالقوة على تغيير  مسارها   نحو شارع خولان  بدلاً من  شارع تعز  وقاموا بإطلاق الرصاص  الحي  والغازات  المسيلة للدموع وارتكبوا مجزرة كبرى  وجرائم  ضد الإنسانية   في حق الثوار  الذين واجهوهم  بصدورهم  العارية مرددين  سلمية سلمية  لأنهم  لا يملكون  سلاحاً  وإنما  أصواتاً تردد الشعارات  والهتافات المدوية  ويملكون  إرادة قوية  لا تستطيع  أي قوة  في الدنيا  أن تثنيهم   عن مسيرتهم   أو تضعف  إرادتهم  أو تخيفهم   وسقط  ما يزيد على ثلاثة   عشر   شهيدا  مرشحين  للزيادة بينهم امرأة  كما جُرِحَ  منهم  ما يزيد  على ثلاثة  وتسعين  جريحاً  بينهم  تسعة عشر  في حالة خطيرة  كما أصيب  المئات  في الغازات  المسيلة للدموع  واخْتُطِفَ البعض  وتم إخفاؤهم  في أماكن  مجهولة  وكل هذه الجرائم  التي ارتُكِبَت  ضد المسيرة السلمية  .
ناهيك أن الأشقاء  في دول الخليج  والمجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي  ومجلس الأمن الدولي  يسمع ويرى ويشاهد. وهنا   يدرك الجميع انه  لا استقرار  ولا امن  ولا عيش  كريم   في ظل  بقاء القتلة في قيادة الجيش   الذين يملكون  الآلة القاتلة   والأسلحة الثقيلة   والصواريخ والدبابات والطيران الحربي  وبقدر  ما يُحمل الشعبُ  المسئوليةَ ( هادي) وحكومة الوفاق   من جهة ومن جهة أخرى  فإن الشعب  أيضا يُحمل المجتمع الدولي والسفير الأمريكي  المسئولية أيضا لان تنفيذ المبادرة الخليجية  والياتها التنفيذية   تحت إشرافهم وما يحدث الآن من جرائم  تُرتَكَب من قبل  بقايا النظام  لابد  وان  يضغط المجتمع الدولي على أقارب صالح من التخلي عن قيادة    المراكز الهامة في الجيش والأمن   حيث لن تستطيع حكومة الوفاق  أداء  دورها المنشود  إلا  في غياب (صالح) وأولاده وأولاد أخيه من قيادة الجيش والأمن  وما حدث  لمسيرة الحياة اكبر دليل على ذلك  وحماية مسيرة الحياة كان بمثابة   اختبار  لحكومة الوفاق  التي عجزت  عن حماية المسيرة   وقد اتضح  أن جنوب  صنعاء  ما زال محتلاً مع (صالح وعائلته ) وما قاموا  به أخيراً   هو خرقٌ  للمبادرة الخليجية  واليتها   التنفيذية  وللقرار الدولي رقم (2014) وتحدياً  لحكومة الوفاق    بقصد إفشالها  وهذا ما يسعى إليه  صالح  كي تبقى  عائلته على سدة الحكم وقيادة الجيش والأمن  حتى  ولو  غادر  هو السلطة  وقد ظهر  صالح  في مؤتمر صحفي  عشية وصول  مسيرة الحياة صنعاء  وهو  يخاطب  الصحفيين  بالقول (إنكم  تتلقون  هذا المعلومات )فسبحان الله أي  شعباً  صبر على  رئيسه ثلاثة  عقود ونيف وهو لا يفرق   بين (المذكر )و (المؤنث )  ولم يستطع تركيب  جملة صحيحة فكلمة (هذا) اسم إشارة  للمذكر  والمعلومات اسم  (مؤنث )مجازي  ومفرده  (معلومة )  وكان عليه  أن ينطق الجملة   (إنكم  تتلقون  هذه المعلومات)   لان الإشارة إلى المعلومات  تكون بهذه  وليس   بهذا  وقد تبين  من خلال  مؤتمره   الصحفي  أن مسيرة الحياة  قد أسهرته منامه  ونكدت عيشته  وجعلته  يعيش  في هم وغم  وضجر  ولعله  كان  يظن   ويتوقع   مجيء  المسيرة إلى القصر  الجمهوري  في السبعين  للقبض  عليه.  والحقيقة  أن هدفها ليس  ذلك  وإنما   تريد أن تُثبِتَ للعالم  أنها  مسيرة سلمية    تهدف إلى التغيير  بالطرق السلمية   وتطالب  المجتمع الدولي بتحقيق  بقية أهدافها كما تريد أن تبين للمجتمع الدولي  إصرارها على تحقيق بقية أهدافها  عن طريق سلميتها  وإرادتها  القوية  وأنها قطعت أطول مسافة   يقطعها  الثوار  في العالم العربي  ومع ذلك  فلم تعتدي على شجرة   ولم تكسر  زجاجاً  فهي تُعبِّر عن ثورة شعبية سلمية   وبدلاً  من أن  يتأسف (صالح ) في مؤتمره الصحفي  ويعتذر  للمسيرة وللشعب اليمني  من المجزرة التي ارتُكِبَت  إذ به  يقول  أن المسيرة   خرق  للمبادرة  الخليجية ثم  يصف  ثورات الربيع العربي بأنها  فوضى  وان الجزيرة   وقطر  تدعم الفوضى   وهذه   التقولات  والمزاعم  أكدت للسامعين  ما تناقلته  بعض  وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية  العربية والدولية على الانترنت  أن جميع الاعتداءات   التي وقعت على المسيرة  كانت  تحت إشراف  صالح    وأقاربه وبمباركته  وان جرائم القتل  والتنكيل  الواقعة   ضد مسيرة الحياة  هي  هدية  صالح  للشعب اليمني   قبل  مغادرته اليمن  إلى أمريكا  واختفائه عن الأنظار  وعلى كل  حال  فإن حكومة الوفاق  ما زالت  محل اختبار  في الكشف  عن الجناة والقتلة    أياً كانت  مناصبهم  وتقديمهم  إلى القضاء  لمحاكمتهم  علنياً أمام  أنظار الشعب   والعالم اجمع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Best Blogger Tips

 
مدونة المحامي النعمان © 2010 | تعريب وتطوير : عزام المحامي | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates