الثورة اليمنية بين الارادة الشبابية والطبخة الخليجية بقلم المحامي احمد محمد نعمان مرشد

                    الثورة اليمنية بين الارادة الشبابية والطبخة الخليجية

ترقب حذر لدى الشعب اليمني الثائر في الداخل والخارج جراء الطبخة الخليجية التي تجري في الرياض ادت الى عرقلة مسار شباب الثورة من استكمال تحقيق اهدافهم التي رسموها وبدأو في تحقيقها هدفاً هدفا وبينما هم كذالك اذ فوجئوا بالحادث الآثم لاغتيال الرئيس صالح واركان نظامه في القصر الجمهوري حيث تم اسعافهم على الفور الى الجار ه العزيزه السعودية ورغم مرور قرابة شهر على وقوع الحادث غير ان السعودية لم تصدر بيانا ملكيا عن الحالة الحقيقية والوضع الصحي للرئيس واركان نظامه وظل وضعهم مجهولا حتى تأريخ كتابة هذا المقال ولا ندري سبب هذا التعتيم المقلق لاسر الضحايا وللشعب وكلما يصل الى الشارع اليمني هو عبارة عن تصريحات متناقضة تصدر ممن تبقى من مسئولي النظام مثل احمد الصوفي وعبده الجندي وعبدالكريم الارياني وعبده ربه هادي وقد مل الشعب من تلك التصريحات المتناقضة والكاذبة وهو يتطلع الى بيان صادق يصدر عن الجارة السعودية فالمستشار الصوفي صرح في اعلام السلطة بان الرئيس سيظهر متكلما على شاشة التلفاز خلال (48) ساعه والجندي صرح لوسائل الاعلام في مؤتمر صحفي ان ما قاله احمد الصوفي عبارة عن امنيه ومرت المدة المحددة من الصوفي ولم يظهر الرئيس وصدق الجندي وهو كذوب والشعب اليمني الثائرة على النظام ينتظر بفارغ الصبر الطبخة السعودية ولبعد المسافة بين صنعاء والرياض لاتشم حتى رائحتها ولو كانت الرائح تشم لخفف ذلك من وطئة الجوع وعرف الثوار جودة الطبخ ونوع المطبوخ لاسيما وان رائحة الطبخ تنذر بقرب تقديم المطبوخ وتخفف من الآم الجوع ولعلى الاخوة السعوديون لايدركون المثل الشائع ( بطن الشابع على الجاوع بطيه ) واذا كانت الطبخة تحتاج الى مدة طويلة للطهي كان عليهم اقناع بقايا نظام صنعاء باستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية مع اللقاء المشترك وشباب الثورة وتنقل السلطة سلميا لاسيما بعد خروج الرئيس ورحيله الى السعودية الذي كان يعتبر من اوائل بنود المبادرة والشيء المخيف لدى الشعب اليمني الثائر ان تنشغل السعودية بثورتي البحرين وسوريا وهما جارتان لها من الشرق ومن الشمال وتنسى جارتها من الجنوب وهي اليمن الاكثر اهمية لها فيؤثر ذلك على طبختها فتفسد ويؤدي ذلك الى تسمم غذائي يصيب الشعب اليمني برمته كما يخشى ايضا ان تفسد الطبخة جزئيا فيؤدي ذلك الى انتفاخ البطون وآلامها وفساد الطبخة لم يكون بزيادة او نقص الملح او الحمضيات او المقليات او الكبسة مع الرز ولكن فساد الطبخة في ان تفكر السعودية اشراك الفاسدين من بقايا النظام في المجلس الانتقالي او الحكومة المؤقتة او بقاء أياً منهم على رأس قيادة الجيش والامن ظنا منها ان بقائهم في الدولة الجديدة سيكون حماية وامنا لها فهي ان فكرت في ذلك فستكون خاطئة وعليها ان تراجع حساباتها فالواقع والتاريخ قد اثبت ان هؤلاء وخلال (33عاما) خربوا بلدهم وادخلوها في فتن وقلاقل مع الجيران ومع الشعب نفسه ومن كان عاجزا عن نفع نفسه وبلده فهو عن نفع جاره اعجز وان فكرت بالسعي الى وجود دولة جديدة فقيره ستكون اثمه فالرسول صلى الله وعليه وسلم يقول (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ) ويقول : (والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يارسول قال من لا يأمن جاره بوائقه ) فاليمن ليست فقيره ولا ضعيفه والذي سبب لها ذلك هو النظام الفاسد اما اذا وجدت دولة في اليمن قوية وغنية فان ذلك سيزيد السعودية قوة وامنا لها كوننا أخوة وأسرة وجيران ولا ينسى السعوديون ان اليمنيين اذا ما اشتد ظلمهم فانهم سيتوجهون الى الله الذي لاتخفى عليه خافية ان يأتي بفرج من عنده قريب كما سيبتهلون الى الله بان يوفق الاخوة السعودين الى انجاز طبختهم بما يحقق للثورة الشبابية طموحاتها واهدافها كما ان اليمنيين يخشون بعد هذا الصمت والتعتيم ان يتمخض الجبل فيولد فأراً فيكفي الشعب اليمني ما ألم به من تعب ونصب وإراقة للدماء وتدهور للوضع الاقتصادي الى حد لايستطيع تحمله فالنظام دمر كل شيء جميل في اليمن وحقق مقولته (انا والا الدمار) ليترك اليمن على الصفر او ما دونه فلا تتوانوا ايها الخليجيون في انجاز مهمتكم في القريب العاجل وثقوا بان اليمنيين قادرون بتعاونكم على بناء يمن جديد من الصفر مستعينون بالله الذي لايخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم فمن استعان به اعانه ومن دعاه اجابه حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده وهو القائل (ولايحيق المكر السيء الا باهله ) والقائل ( ويمكرون ويمكروا الله والله خير الماكرين(